سرقات صيفية !!

الزمان فى اواخر السبعينيات وبداية الثمانيات
المكان منزل صديقى العزيز وغرفة صغيرة منمقة بها جهاز تسجيل كبير اسود ماركة بناسونيك او سونى - لا اتذكر بالتحديد - متصل بسماعات كبيرة مخباة خلف كراسى الصالون
الحدث الاجازة الصيفية الجميله فى مرحلة الثانوى حيث يشعر الانسان انه يملك الكون كله والكون كله كرة من الهيليم يطير بداخلها فى عالم رومانسى حالم يقرب البعيد .. يطوف الكون كله فى لحظات يستعرض الاحداث كلها فى شريط سينمائى عجيب
المفاجأة شريط مكس او منوع لاغانى لبنانية قادم لنا من قريب او صديق لصديقى قادم من الخارج
استعرض الشريط اوووووووووه ماركة سونى شفاف بغلاف احمر فى اسود راقى جدا
نضع الشريط
سكووووووووووون
تنساب الموسيقى اللبنانية الجميله بوترياتها وكمنجاتها الرقيقة
ها انا الان اسمع ماجدة الرومى نعم اعرفها سمعتها فى فيلم عودة الابن الضال
كانت وقتها اكثر تشنج واقل عزوبة فهى مطربة وليست ممثلة
ثم ان اخراج يوسف شاهين يحتاج الى ترجمة تماما كالافلام الاجنبية
اسرح مع اغانى الشريط
عم يسألوني عليك الناس اللي كانوا يشوفونا سوى
شو بقول خبرني لكل الناس؟ غير أمانينا الهوا؟

خذني حبيبي ع الهنا، إنسى اللي كان وإبتدي
خليني إخلق يا أنا، منك وليك إهتدي

ما حدى بيعبي مطرحك بقلبي
كيف لك قلب تجافي اللي حبك هالمحبة


إمبارح، وأنا وعم ودعك، تقسى علي وإسمعك
حسيت لما مشيت، "وبخاطرك" وقفيت
عيوني آخذتن معك !

اعاود الاستماع الى الاغانى وانا فى حالة شبهها كاتب جميل بأنها بين تهاويل الحب و شرودة
سريعة تمر الساعات اطلب الشريط من صديقى كى استمع اليه واعيده اليه بعد يومين

آخذ الشريط وكلى عزم على الا اعيده له مرة اخرى
تمر الايام ويسألنى صديقى عن الشريط واعده بأنى سأرده له غدا او بعد غد .. تمر السنين
لكنى قد حزمت امرى فشريط مثل هذا لا يليق ان يكون عند احد سواى

لا تستغرب صديقى او صديقتى فقد كنا جيل ينتظر القادمين من الخارج فى الخلج او اوربا او حتى العراق والاردن وايضا ليبيا لنستمع الى اغتية لفيروز .. او نسهر الى ما بعد الواحدة فجرا لنسجل اغنية لا تذاع الا فى محطة مونت كارلو او سوريا او حتى صوت اسرائيل واحيانا صوت بغداد

وعليه فسرقة هذا الشريط عمل مشروع وقتها فكل منا يسرق من الاخر شريط فتلك السرقات كانت امتع ما يكون فهى سرقات صيفية ثماما كعبير نسمات الصيف وسهره وجنونه